علاقات الحب غير الشرعية

قضية أحمد الفيشاوي وهند الحناوي ما هي إلا واحدة من آلاف الكوارث اليومية التي تتحطم فيها القلوب وتطعن السعادة في مقتل وتولد مصيبة لا تموت إلا بموت أصحابها ،

فلن تكون فرحا بل ستؤدي بالتأكيد إلى كارثة وعلى العموم قد حدث ما توقعته واعترف أحمد الفيشاوي بذنبه وطلب من الله أن يغفر له وهو ما أشرت إليه في مقالي السابق اضغط هنا

أعادت هذه القضية إلى ذهني ما شاهدته وأنا أشاهد عددا من البنات الصغيرات تتراوح أعمارهن بين ستة أشهر وست سنوات في ملجا للأيتام كلهن لا يعرف لهن أب أو أم وينتظرهن مستقبل علمه عند الله ..... كيف يعشن عندما يكبرن ... كيف يتعلمن ؟ إذا أحبت هل يقبل أهل من أحبت أن يزوجوا ابنهم من فتاة لا يعرف لها أب أو أم ويطلق المجتمع عليها بنت حرام وإذا تزوجها أحد فماذا تقول لأولادها ؟ أين الخالات والأخوال والجد والجدة ؟ إنه مستقبل مليء بأشواك بل كوارث ، كل هذا دار في ذهني وأنا أري وجوههن البريئة وفرحهن بمجيئي لافتقادهن إلى الأب والخال والجد والأخ والأم والأخت والخال والعم كل هذه كلمات ليست في قاموسهن وددت لو أخذت كل هؤلاء الفتيات إلى منزلي وكنت لهن الأب .
ما الذي وضعهن في هذا الموقف وما ذنبهن في ذلك ؟
ومما زاد رعبي أنني رأيت عشر بنات في ملجأ واحد من ملاجئ عديدة موجودة في منطقة الهرم وحدها وهناك مئات الملاجئ الأخرى في مناطق ومحافظات أخرى ، الظاهرة إذن مخيفة .

أتذكر الآن أنه عندما كانت أختي الكبيرة تصلي صلاة الفجر استمعت إلى صوت بكاء طفل صغير في الخارج ودهشت لأنه لا يوجد في العمارة أسرة لديها طفل صغير فاتجهت ناحية الباب فوجدت الصوت أوضح ففتحت الباب فوجدت طفلا عمره أيام يرقد في الطرقة الموجودة أمام الشقق طفل جميل يرتدي ملابس فخمة يتضور جوعا أو ربما ينادي انقذوني من البرد أو من الجوع أو من القطط الضالة ويشاء العلي القدير أن تصلي أختي الفجر لتسمعه ويتجمع سكان العمارة ويتم تسليمه إلى قسم الشرطة إن هذا الطفل ثمن لدقائق قليلة من المتعة الحرام تخيلوا دقائق قليلة من اللذة يكون ثمنها شقاء إنسان بريء طوال حياته منذ ميلاده وحتى وفاته يـالقسوة قلب هذه الأم التي رمت ابنها في مصير غامض ومجهول وشقاء دائم كل ذلك نتيجة لعلاقة غير شرعية ومتعة مؤقتة ينساها الإنسان بعد ثوان من تحقيقها فهل يفكر كل من يقدم على علاقة غير شرعية ألف مرة في نتيجتها قبل الخوض فيها فأرجو لمن تسول له نفسه أن يخوض في هذا الطريق أن يكلف نفسه بضع دقائق ويزور أحد ملاجئ الأيتام فسيدرك إذن الحقيقة كاملة .

ولذلك ضعوا أيديكم في يدي لنطلق حملة نقول فيها لا للزواج العرفي لا للحب غير الشرعي لا للأولاد غير الشرعيين .